-->

خمـس نصـائح للمُشـاهد العـربي قبـل مُشـاهدة برنامج بـاسم يـوسف

خمـس نصـائح للمُشـاهد العـربي قبـل مُشـاهدة برنامج بـاسم يـوسف
    bassem
    كالعـادة ، ومع إنطــلاق الموسم الجديد من البرنـامج السـاخر ( البـرنامج ) ، الذي يقدمه جراح القلب السابق باسم يوسف ، الذي جعلـه ( يوتيــوب ) نجمــاً بلغت شهرته الآفاق .. تزداد حــدة الصــراعات والمنازعات فى الآراء بين المشــاهدين ، بإختــلاف مُشاهداتهم وآرائهم حول المُحتوى الذي يقدمه البــرنامج ..
    ولأن الوضـع فى مصــر – والعالم العــربي – مُلتهـب بالفعـــل ، ولا يتم أبداً التعامل مع البرنامج السـاخر بإعتبــاره برنامج ساخـــر فقــط ، بل بــرنامج يُمكنــه ( توجيــه الرأي العـام ) بالمعنى الحــرفي .. تزداد حدة الإعتــراضات والانتقادات والمزايدات بشكـل خيالي بعد كل حلقة يتمَّ عــرضها ..
    ولأننا لسنـا أبداً موقعاً سياسيــاً ، أو لدينــا وجهة نظــر نفرضها على أي أحــد .. فقــط سأعــرض لكم بعــض النصــائح العـامة التى يُمكنــك من خلالها ( سواءاً كنت مؤيــداً لمحتوى برنامج باسم يوسف أو مُعارضـاً له ) أن تستخلص منه الفكـــرة الذي يريد أن يوصلها إليــك ..

    النصيحـة الاولى : لا تُشـاهــده برفقــة العائلـة

    البـرنامج يحتــوى – بكل وضوح – على مقـاطع وإيحــاءات بالقطـع غيــر مناسبة للأســرة العــربية ، ربمـا بسبب إصــرار القائمين عليه فى تقديــمه كنسخــة تحرريــة شديدة الجرأة ، على نفــس نمط البـرامج السـاخرة الغربيــة ، وهو مايتنـافى إلى حد كبيــر مع عادات وتقاليــد المجتمـعات العربيـة..
    لا يُمكن – إذا كنت مُهتمــاً بمشـاهدته أو حتى نقــده – أن تستخلـص الافكــار أو حالة الضحــك المطلوبة ، وأنت تشـاهد هذا البـرنامج برفقــة عائلتك ، وإلا ستتعــرض لكثيــر من المواقف المُحــرجة !
    ملحـوظة :
    البـرنامج يضع تنويهاً أنه للكبـار فقـط .. هل معنى ذلك أن والدك أو والدتك أو اخوك الكبيـر أو اختك البالغة يُمكنهم مشـاهدة هذه الامور و( التلميـحات ) الفاضحـة المُسيئة بلا حــرج أو مشـاكل ؟! .. منطق عجيـب للغاية فى نظـري..

    النصيحـة الثانيـة : لا تتشنَّــج !

    تعـرفون حالة التشنــج الذي تصيب أغلب مشـاهدي هذا البــرنامج تحديداً ، منذ أن بــدأ في الموسم الماضــي .. التشنج المقصـود هنا ليس فقط من انصــار وجهــة نظــر ( البــرنامج ) ، بل أيضـاً من المعترضين عليه ..
    بمجرد انتهاء الحلقــة الاسبوعية ، تزخــر مواقع التواصل الاجتمــاعي بقدر هائل من السبـاب .. هذا يتهم هذا بالخيانة .. فيرد عليه الثاني بأنه ( خروف ) .. فيتدخل الثالث ويعلن أن من يشاهد البرنامج ماسوني .. فيقلب الرابع الطاولة على الجميع ويتهمهم جميــعاً بالغباء والشـذوذ والإلحــاد .. إلخ ..
    ياسـادة هذا برنامج سـاخر له مُعجبيه ولا مُنتقديــه وله ( مُتجاهليــه ) .. لماذا كل هذه العصبيـة ؟  

    النصيحــة الثالثـة : أعِــد التفكيــر مرة أخــرى

    وهي الميــزة الاكبــر فى هذا البرنامج فى رأيي الشخصي .. نحن نعيش فى عصــر لا يوجد فيه أشخــاص ( رمــوز ) لا يطـالهم النقــد .. أي شخص فى أي مجـال يُمكن أن يطاله النقــد ، ويمكن أن يُخطــئ ، ويُمكــن ان تعيــد النظــر فى فكــره وما يُقدمه ..
    كن مـرناً ، واجعــل دوران الافكــار فى رأسك حاضـراً بشكــل مستمــر ، ولا تتوقف عند فكــرة بعينها أو تتمســَّك بوجهة نظـــر واحدة طوال حيــاتك ..
    التغييـــر يحدث ، والمتناقضات موجودة ، وما وراء الستــار يجعلك تفكــر مرة أخــرى في تحليل ماتراه على المســرح .. حتى لو كُنت معارضـاً له بشـدة ، او مؤيــداً له بشــدة !
    هذه هي الفكــرة الرئيسية ( الأفضــل ) فى البــرنامج من وجهـة نظري الشخصي .. تحطيــم التابوهـات والقوالب الفكــرية والتصــورات السياسـية والإنســانية فى عصــر لم يعد يتقبَّــل وجود الإنســان الكـامل .. أو وجهة النظــر الشــاملة الخالية من الأخطــاء ..

    النصيحــة الرابعة : انتقــد بنفس طـريقة النقــد

    لا يُمكن أبداً أن تنتقــد برنامج ساخر بأن توجه له السباب والتخوين بإستمــرار ..
     البرنامج الساخر أصلاً مادته تقــوم على استيعاب هذه الإتهامات والشتائم الموجهة له ، وتحويلها لمادة سـاخرة مرة أخرى بشكـل مستمــر ، لإقنــاع النــاس أن المعارضيــن له عصبيين أكثر من اللازم ، ولا يطيقــون مُجــرد انتقادهم بشكـل مُضحك فى ساعة واحدة أسبوعيــاً ..
    فى رأيي الشخصي ، هذه الخاصيـة الأهم والأبرز التى تكفــل نجـاح برنامج باسم يوسف .. كلمـا زادت حدة الشتائم والنقــد والتخوين الذي يتعرض له ، كلمــا أعاد توجيــه هذه الأسهــم مرة أخــرى إلى مُنتقــديه ومُعارضيــه بشكـل ساخــر..  فيظهــر فى النهاية بالمظهــر الأفضــل والأكثـر اقنـاعاً !
    السخــرية مثل بحر الرمال المتحــركة ، كلمــا قاومتها وحاولت الخــروج منها بشكـل عنيف ، كلمـا جذبتك إلى أعمـاقها أكثــر ..
    لذلك ، فى تصــوري .. أكثــر طريقة ناجحة وفعَّـالة لإنتقــاد برنامج باسم يوسف – لمن يُريـد إنتقـاده – هو انتقــاده بشكــل ساخر أيضــاً ..
    لا يُفـل الحديد إلا بالحديد .. ولا تُفل السخــرية إلا بالسخــرية !

    النصيحة الخامسـة : لا تحجــر على آراء الآخريــن

    أنت تحب مشاهدة برنامج باسم يوسف ، وصديقك يكــرهه بجنــون .. لماذا تضايقه وتتهمــه بضيق الأفق وتسخــر منه ومن إنغلاقه ، وتقنعه بشكــل مستمــر أن مايقدمه البــرنامج هو الأصــح والأفضــل ؟
    والعكــس .. تكره مشاهدة برنامج باسم يوسف ، وتعتبــره الشيطــان مُتجســداً .. لماذا تهاجم صديقك أو أخيك الذي يحب مشــاهدته ، وتتهمــه بالخيــانة والعمــالة وضعف الإيمــان والكُفـــر والفســوق والغباء ؟
    شخصيـاً ، أنا أعرف أصدقــاء وأقارب ( يتخاصمــون ) بالمعنــى الحرفي ، ويحذف كل منهم الآخر من حياته الواقعية والافتراضية .. لمجرد أن أحدهم يشـاهد هذا البرنامج ، والآخر لا يُطيقــه .. ويتخذ الامر – كالعادة – صورة صراع فكري سياسي بائس ، يستحيــل فهمــه أو الخــروج منه بأي مغــزى أو منطق ..
     *********************
    أخيــراً ، تذكـر أن لكل شيئ فى الدنيـا إيجابيات وسلبيـات .. مزايا وعيــوب .. نجاحات وإخفاقـات ..
    المُلفت للنظــر فى هذا البــرنامج أن إيجابيــاته ونتائجه فى تحرير العقــول من الفكــر السياسي المُتحـجـر والأفكــار المُقولبــه الجاهزة ، يُمكن وصفها بالنتائج المُبهــرة ..
     في نفس الوقت الذي تبــدو فيـه سلبيــاته الهائلة فى الترويـج لتلميحـات ومعاني غيــر مُناسبة إطلاقاً مع طبيعة المُجتمعـات العربيــة المُحـافظــة – ظاهـرياً على الأقــل – فى مُجملهــا .. هذه التلميحات ستجـد حتمـاً – للأسف – بيئة خصبة للإنتشـار بين الشباب الصغير والمراهقين والمراهقات فى بلادنا ، الذين أصـلاً فى حاجة إلى تربيــة وتقويــم أكثــر من أي وقت مضـى ..
    برنامج ناجح ، له مميــزات هائلة .. وعيــوب قاتلة !
    أريــد رأيك ( الموضوعي ) فى عناصر المقـال ، وليس رأيك السياسي من فضـلك !